أبواب الجنة ودرجاتها
وسيق الذين اتقوا ربهم الى الجنة زمرا حتى اذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين( الزمر- 73)
أبواب الجنة ثمانية قيل أن أسماؤها:
باب الصلاة باب التوبة باب الريان باب الزكاة باب الصدقة باب الجهاد باب الصلة باب الحج و العمرة.
والجنة درجات أعلاها الفردوس الأعلى وهو تحت عرش الرحمن جل وعلا ومنه تخرج أنهار الجنة الأربعة الرئيسية ( نهر اللبن - نهر العسل - نهر الخمر - نهر الماء ) .
وأعلى مقام فى الفردوس الأعلى هو مقام الوسيلة وهو مقام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن سأل الله له الوسيلة حلت له شفاعته صلى الله عليه وسلم يوم القيامة
ثم غرف أهل عليين وهى قصور متعددة الأدوار من الدر والجوهر تجرى من تحتها الأنهار يتراءون لأهل الجنة كما يرى الناس الكواكب والنجوم فى السماوات العلا, وهى منزلة الأنبياء والشهداء والصابرين من أهل البلاء والأسقام والمتحابين فى الله
وفى الجنة غرف ( قصور ) من الجواهر الشفافة يرى ظاهرها من باطنها وهى لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وبات قائما والناس نيام . ثم باقى أهل الدرجات وهى مئة درجة وأدناهم منزلة من كان له ملك مثل عشرة أمثال اغنى ملوك الدنيا .
أنهار الجنة وأشجارها
وللجنة أنهار وعيون تنبع كلها من الأنهار الأربعة الخارجة من الفردوس الأعلى وقد ورد ذكر أسماء بعضها فى القرآن الكريم والأحاديث الشريفة منها :
نهر الكوثر : وهو نهر أعطى لرسول الله فى الجنة ويشرب منه المسلمون فى الموقف يوم القيامة شربة لا يظمأون من بعدها أبدا بحمد الله وقد سميت احدى سور القرآن باسمه ووصفه رسول الله بأن حافتاه من قباب اللؤلؤ المجوف وترابه المسك وحصباؤه اللؤلؤ وماؤه أشد بياضا من الثلج وأحلى من السكر وآنيته من الذهب والفضة
عين سلسبيل : وهى شراب أهل اليمين ويمزج لهم بالزنجبيل
عين مزاجها الكافور : وهى شراب الأبرار، وجميعها أشربة لا تسكر ولا تصدع ولا تذهب العقل بل تملأ شاربيها سرورا ونشوة لا يعرفها أهل الدنيا يطوف عليهم بها ولدان مخلدون كأنهم لؤلؤا منثورا بكؤوس من ذهب وقوارير من فضه .
وطعام أهل الجنة من اللحم والطير والفواكه وكل ما اشتهت أنفسهم لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد ق-35.
أشجار الجنة : وجميعها سيقانها من الذهب وأوراقها من الزمرد الأخضر والجوهر وقد ذكر منها:
شجرة طوبى :قال عنها رسول الله أنها تشبه شجرة الجوز وهى بالغة العظم فى حجمها وتتفتق ثمارها عن ثياب أهل الجنة فى كل ثمرة سبعين ثوبا ألوانا ألوان من السندس (الحرير الرقيق ) والإستبرق ( الحرير السميك ) لم ير مثلها أهل الدنيا ينال منها المؤمن ما يشاء وعندها يجتمع أهل الجنة فيتذكرون لهو الدنيا ( اللعب والطرب والفنون ) فيبعث الله ريحا من الجنه تحرك تلك الشجرة بكل لهو كان فى الدنيا .
سدرة المنتهى : وهى شجرة عظيمة تحت عرش الرحمن ويخرج من أصلها أربعة أنهار ويغشاها نور الله والعديد من الملائكة وهى مقام سيدنا ابراهيم عليه السلام ومعه اطفال المؤمنين الذين ماتوا وهم صغار يرعاهم كأب لهم جميعا وأوراقها تحمل علم الخلائق وما لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى وفى الجنة أشجار من جميع ألوان الفواكه المعروفة فى الدنيا ليس منها الا الأسماء
اما الجوهر فهو ما لا يعلمه الا الله وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذى رزقنا من قبل وأتوا به متشابها البقرة-25، وقد ذكر من ثمار الجنة ([b] التين - العنب - الرمان - الطلح ( الموز ) والبلح ( النخيل )والسدر ( النبق ) وجميع ما خلق الله تبارك وتعالى لأهل الدنيا من ثمار.
صفة أهل الجنة
الرجــــال :
يبعث الله الرجال من اهل الجنة على صورة أبيهم آدم جردا ( بغير شعر يغطى أبدانهم ) مردا ( طوال القامة ستون ذراعا أى حوالى ثلا ثة وثلاثون مترا ) مكحلين فى الثالثة والثلاثين من العمر على مسحة وصورة يوسف وقلب أيوب ولسان محمد عليه الصلاة والسلام ( اى يتكلمون العربية ) وقد أنعم الله عليهم بتمام الكمال والجمال والشباب لا يموتون ولا ينامون
النســــاء :
ونساء الجنة صنفان
الحور العين : وهن خلق مخلوقات لأهل الجنة وصفهن الله تبارك وتعالى فى كتابه العزيز بأنهن : كأنهن الياقوت والمرجان
( الرحمن - 58) ، وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون ( الواقعة – 22) ، كأنهن بيض مكنون ( الصافات -49 ) ، وهن نساء نضرات جميلات ناعمات لو أن واحدة منهن اطلعت على أهل الأرض لأضاءت الدنيا وما عليها وللمؤمن منهن ما لا يعد ولا يحصى , قال عليه الصلاة والسلام ان السحابة لتمر بأهل الجنة فيسألونها أن تمطرهم كواعب أترابا فتمطرهم ما يشاءون من الحور العين.
نساء الدنيا المؤمنات اللاتى يدخلهن الله الجنة برحمته :
وهؤلاء هن ملكات الجنة وهن اشرف وأفضل وأكمل وأجمل من الحور العين ( لعبادتهن الله فى الدنيا ) وفى حديث رسول الله لأم سلمة رضى الله عنها أن فضل نساء الدنيا على الحور العين كفضل ظاهر الثوب على بطانته وقد أعد الله لهن قصورا ونعيما ممدودا أعطاهن الله شبابا دائما وجمالا لم تره عين من قبل , قال فى وصفهن أن المؤمن لينظر الى مخ ساقها ( أى زوجته ) كما ينظر أحدكم الى السلك من الفضه فى الياقوت ( كأنهن فى شفافية الجواهر ) على رؤوسهن التيجان وثيابهن الحرير .
الغلمان :
وهم خلق من خلق الجنة وهم خدم الجنة الصغار يطوفون على أهل الجنة بالطعام والشراب وقائمين على خدمتهم, وهم من تمام النعيم لأهل الجنة فرؤيتهم وحدها دون خدمتهم من المسرة ، ويطوف عليهم ولدان مخلدون اذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا ( الإنسان - 19)
المولودون فى الجنة :
وإذا أشتهى أحد من أهل الجنة الولد ( الإنجاب ) أعطاه الله برحمته كما يشاء وهذه رحمة لمن حرم الإنجاب فى الدنيا ولمن يحرمها أيضا إذا شاء
لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين ( الزمر -34 )
قال ( اذا اشتهى المؤمن الولد فى الجنة كان حمله ، وسنه " اى نموه الى السن الذى يرغبه المؤمن " فى ساعة كما يشتهى).
اللهم اجعلنا من ورثة جنتك وأهلا لنعمتك وأسكنا
قصورها برحمتك وارزقنا فردوسك الأعلى حنانا منك ومنا و ان لم نكن لها أهلا فليس لنا من العمل ما يبلغنا هذا الأمل الا حبك وحب رسولك صلى الله عليه وسلم
والحمد لله رب العالمين.
أختكم في الله و محبتكم فيه حكيمة.