الحمد لله حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه نحمده سبحانه على أن اصطفانا لنكون عبادا له ونشكره عز وجل على نعمه الظاهرة منها والباطنة
نعم هو العجب كل العجب ما شاهدته وأنا أتابع بعض المشاهد من مباراة لكرة السلةلن أتكلم عن الاهتمام الزائد عن حده الذي يتابع صديقي به المباراة
ولن أصف تلك الانفعالات التي صار العرب موصفون بها أمام المباريات
لكن ما لاحظته هو تلك الدقة المتناهية في قواعد وقوانين اللعبة
والتي يصرون عليها ويقدسونها ومن المستحيل تجازها
حتى أن اللاعب لما لمس بقدمه خط التماس، صاح صديقي أنه خطأ ولا يمكنه تخطي القواعد
وأن القانون هو القانون
المـــــــــــهم
فتح الله علينا أن قمنا لصلاة بعد انتهاء المباراة المشؤومة
وبعد انتهائنا من صلاة الجماعة قام صديقي بصلاة النافلة أمامي
ورأيت العجب
أبدا لا تمث صلاته بصلة لما علمنا رسولنا عليه الصلاة والسلام
صلاة لا إتمام لركوع فيها
ولا سجود كفاية فيها
وسرعة أداء منقطعة النظير
ولم تتردد في أذني في تلك اللحظة إلا كلماته الأخيرة
القانون هو القانون
وقلت سبحان الله
كرة السلة نطبق قوانينها ونتعلمها ونتقنها
والوقوف بين يدي رب العباد لا قانون له ولا قواعد تحكمه
سألته بعد انتهائه أن صلاته قد تكون باطلة
بل أنها تمثل خطرا كبيرا عليه
لكنه أجابني أن الله ينظر للقلوب وأن الخشوع في القلب
وأن التشدد هو سبب بعد الناس عن الدين
وبالطبع سمعت درسا مختصرا في التطرف وفي تعقيد الدين
وليس لي جواب أفضل من لا حول ولا قوة إلا بالله
نعم إخوتي الكرام
كثيرا ما نرى هذه الاستهانة بتعاليم الإسلام من أبناء الإسلام أنفسهم
وما أكثر من يصلي ولم يفتح يوما كتابا ليتعلم كيف كان يصلي رسول الله بالضبط
وما أكثر من يصوم ولا يعرف ما له وما عليه في صيامه
وما أكثر من يقرأ القرآن ولا يعرف قواعده ولا أبسط علومه
استهانة واستهانة واستهانة
وسنحاسب على هذا ورب الكعبة
هذا التقصير المفرط المذل بتعاليم ديننا الحنيف
هذا التخاذل في ضبط ولو أساسيات الدين
نجتهد كل الإجتهاد في تعلم أرذل الألعاب وضبط قوانينها
ونغوص في علوم الدنيا ونسبر أغوارها
ولكن إن سُئلنا عن الصلاة: فكما يصلي الناس سنصلي
وإن سُئلنا على القرآن : فضبطه على العلماء مفروض أما نحن فتكفينا بركاته
وإن سُئلنا عن الصيام : فهو امتناع عن الأكل والشرب ولا شك
قال الله تعالى :
يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ. [الروم:7]
أين هو حماس الصحابة والتابعين لهذا الدين
حين كان طالب العلم يربط بين مشرق الأرض ومغربها فقط ليتأكد من صحة حديث
لماذا فظلنا ثقافة أعدائنا وتركنا تراتنا حبيس الرفوف
لماذا وقد فتح الله علينا بيسر التعلم على الإنترنيت أو الكتب المتوفرة في كل مكان
ورغم ذلك فشخصية كسلنا أقوى من شخصيتنا بكثييير
لن أطيل الحديث في الموضوع وأتمنى من كل مسلم عاقل واعي باسلامه
ألا يترك ردا جامدا اعتياديا وأن يعبر عن رأيه
كمسلم يعتز بدينه
أذكر نفسي وإياكم بهذا الحديث الذي ذكرت به صديقي والذي تشيب له الولدان
عن
أبي عبد الله الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى
رجلا لا يتم ركوعه وينقر في سجوده وهو يصلي فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم :
لو مات هذا على حاله هذه مات على غير ملة محمد
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
مثل الذي لا يتم ركوعه وينقر في سجوده مثل الجائع يأكل التمرة والتمرتين لا تغنيان عنه شيئا